أهمية تعليم وتطوير مهارات التفكير لدى التلاميذ في كل المراحل التعليمية
أهمية تعليم وتطوير مهارات التفكير لدى التلاميذ في كل المراحل التعليمية
أبسط تعريفات التفكير هو عبارة عن تلك النشاطات العقلية ومتسلسلة التي يقوم بها العقل عندما يتعرض إلى أحد المؤثرات الخارجية ويتم استقبال هذه المؤثرات عن طريق أحد الحواس الخمس اللمس، السمع، البصر، الشم والتذوق.
والتفكير يحدث عندما لا نعرف ما هي افضل الافعال او التصرفات بالتحديد، والتفكير مفهومه غير ملموس او محدد هو معنوي مثل العدالة، الظلم، الكرم والشجاعة لأن النشاطات التي يقوم بها الدماغ عند التفكير هي نشاطات غير مرئية وغير ملموسة، وما نشاهده ونلمسه في الواقع ليس إلا نواتج فعل التفكير في سواء في صوره المكتوبة او اللفظية أو الحركية.
لتعليم التفكير لدى الأطفال يجب علينا وتزويدهم بالفرص اللازمة لتلك الممارسة والنشاطات الفكرية على جميع مستوياتها البسيطة أو المعقدة، وتحفيزهم وإثارتهم على التفكير، عملية التفكير كلياً تتأثر بالبيئة المدرسية والمناخ الصفي، وكفاءات المعلمين وتوافر المصادر التعليمية للتفكير.
الملاحظة العادية داخل الفصل
هي أهم طريقة لمعرفة وتحديد مستويات التفكير لدى الطلاب، ليس من السهل تعليم طفلاً يجد صعوبة كبيرة في تركيز انتباهه حتى لو لبضع دقائق، حتى عندما يكون متحمساً لشيء ما يفقد الاهتمام به، انا لا اتحدث عن المهام الصعبة في كل شيء، لكن الطفل يبدو أنه يريد تجنب الفشل أو الاستمرار فيه، وبالتالي يفقد الاهتمام بسرعة بما يفترض أن يهتم به.
نتيجة لذلك، فهو لا يحقق النتائج التي يرغب في تحقيقها ويصاب بالإحباط، إنه أيضاً متهور جداً ويتفاعل دون تفكير، خاصة عندما يكون منزعجاً من أحد زملائه في الفصل، فيصبح غاضبًا جدًا وعدواني.
عندما تحاول التحدث معه عن ذلك يعتذر، لكنه لا يفهم حتماً ما يفعل بنفسه والآخرين فيجد نفسه في ورطة بسبب عدم التفكير في العواقب التي قد تترتب على أفعاله وسلوكه.
وتجد في الفصل ايضاَ طفل على العكس تماماً هادئ ومركز اهتمامه، وعندما يهتم بشيء ما، لا يوجد شيء اخر يشتت انتباهه او يوقفه، حتى عندما لا يعرف كيف يفعل الأشياء.
عند طرح الأسئلة، تجده يحاول جاهداً أن يفهم الإجابات، فهو مثابر ويستمر في المحاولة قدر المستطاع تشعر أنه يريد التعلم حقاً، ولديه اعتقاد أنه يمكن أن ينجح في المهمة حتى لو أصبحت الأمور صعبة.
مثل هذا الطفل يحظى بشعبية لدى زملائه في الفصل، بسبب تعاونه المستمر مع زملائه ومستعد لمساعدتهم من الجيد وجود تلميذ كهذا في الفصل مثال حسناً، لأنه يتمتع بروح الدعابة ويفاجئ الآخرين كثيراً بأفكاره الإبداعية.
إذا كنت معلماً وتقوم بالتدريس، فأنت على حتماً يصادفك أطفال مثل هؤلاء وقد يكون لديك تساؤلات ما الذي يجعلهم مختلفون جداً عن بعضهم البعض؟ التفسير السهل هو أن الطفل الثاني أذكى بكثير من نموذج الطفل الأول، وبالتالي يحقق نتائج أفضل، وأكثر تحفيزاً للتعلم وهو أيضاً أكثر فاعلية في التعامل مع أشخاص آخرين.
ومن ناحية أخرى، ربما تعتقد أن الطفل أقل موهبة وليس لديه ما يلزم ليصبح متعلم جيد وإنه يفتقر إلى المهارات، فالأمور لديه فقط لا تسير بسلاسة.
لماذا هم ناجحون؟ وما الذي يجعل الناس ناجحين؟
حتى الأشخاص الناجحين والمتفوقين للغاية لم ينجحوا لأنهم ولدوا أذكياء أو عباقرة مثلما يعتقد الكثيرون، وكبار رواد الأعمال أو الفنانين أو المحترفين الرياضيين والمخترعين هم ايضاً لا يولدون ولديهم أفضل أداء.
يبدو أن الفارق بين نجاح الأشخاص واولئك الأقل نجاحاً هو مستواهم العالي في المشاركة والاهتمام والقيام بالافعال بشكل صحيح والصبر والمثابرة.
الناجحون لديهم الدوافع للاستمرار ومراراً وتكراراً يحاولون رغم الفشل، ويظهرون موقفاً ايجابياً تجاه أخطائهم وبعبارة أخرى فإن صورتهم الذاتية لا تهتز عندما يفعلون ذلك لا تجد لديهم استجابة على الفور لأي مشكلة ما، فهم دائماً يفكرون في العثور على حلول للمشكلات و يشعرون بمتعة في ذلك.
هذا لا يعني أن أصحاب الأداء المتفوق قد لا يمتلكون بعض المواهب الطبيعية مما يسهل عليهم التفوق في كل ما يفعلونه. لكن الموهبة بدون مثابرة غالباً ما تؤدي إلى الفشل الطويل الأمد أو على الأقل عدم الإنجاز، في حين أن المستويات العالية من المشاركة والمثابرة يمكن أن تعويض نقص المواهب إلى حد ما وعلى مدى فترة زمنية أطول بالاضافة تجارب التعلم الإيجابية لديهم، والشعور المتزايد بالإنجاز والنجاح.
التفكير يتطلب التنمية ويحتاج إلى تطوير
يتبع تطوير القدرات المعرفية في نواح كثيرة نفس الأسس والمبادئ، يقول (روبرت فيشر) وهو أحد الخبراء البارزين في تنمية تفكير الأطفال المهارات، أن التفكير ليس وظيفة طبيعية مثل النوم والمشي والتحدث. ويؤكد أن التفكير يحتاج إلى التطوير المستمر، والناس لا يفعلون ذلك بالضرورة بسبب اعتقادهم أنهم يصبحوا أكثر حكمة مع تقدم السن.
بعض الأطفال محظوظون لأنهم يتعلمون مهارات التفكير المهمة من آبائهم ينجح هذا بشكل خاص عندما يأخذ الآباء ذلك على محمل الجد، ويشركون ابنائهم في محادثات هادفة، وتشجيعهم على طرح الأسئلة التي تجعلهم يفكرون.
اما الأطفال الآخرون الأقل حظاً لأنهم ليس لديهم مثل هذه البيئة الحاضنة التي تعزز تطورهم نموهم المعرفي، ومع ذلك، فإن كلاهم سوف يستفيد بشكل كبير من طرق التدريس التي تأخذ وتدعم تطوير مهارات التفكير بجدية.
تطبيق مهارات التفكير
حل المشكلات
تعريف المشكلات او توضیح ظروف المشكلة ووضع الأهداف وتحديد التوجهات ومهارات جميع المعلومات والحصول عليها عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس، البحث عن معلومات جديدة عن طريق تكوين وتحديد الأسئلة.
وينطبق الشيء نفسه على المهارات المعرفية ما يسمى بمهارات التفكير العليا مثل حل المشكلات ليست مهارات مختلفة تماماً عن المستوى الأدنى، لكنها مجرد مزيج من تلك المهارات الأساسية تستخدم بطريقة محددة.
الملاحظة
عندما نحاول حل مشكلة ما، فإننا أولاً وقبل كل شيء بحاجة إلى ملاحظة أعراض المشكلة بدقة، نحن نحتاج إلى استخدام حواسنا بطريقة دقيقة للقيام بذلك، مع التركيز على ماذا يمكننا، على سبيل المثال، عندما نسمع او نرى فنحن بحاجة إلى القدرة على تركيز انتباهنا على مدى فترة زمنية أطول.
الاستنتاج
ونحن بحاجة إلى ضبط أنفسنا بحاجة إلى المهارات الإبداعية والقدرة على النظر إلى مشكلة من وجهات نظر مختلفة، وعلى ذلك نحتاج إلى التفكير ملياً في النتائج التي تنتج عن سلسلة الإجراءات المخطط لها. نكون بحاجة إلى الخروج باستراتيجيات بديلة إذا تبين أن ما نخطط للقيام به هو خطأ إستراتيجية وعندما نقرر أخيرًا ما يجب القيام به وكيفية القيام بذلك.
التقييم
يجب أن نكون قادرين على تقييم ما قمنا به، وإذا لزم الأمر، نعود ونتراجع عن ما فعلناه أو تطبيق إستراتيجية بديلة.
عندما يعتاد الأطفال على تطبيق مهارات التفكير لديهم بشكل منهجي، فسوف يفعلون ذلك ويمرون بتجربة تعليمية إيجابية، وسوف يتعلمون تدريجياً الاستمتاع بمهام أكثر صعوبة، نتيجة لذلك سوف تنمو ثقتهم بأنفسهم.
تعليقات
إرسال تعليق